كاتبة محتوى في منصة إم آي تي تكنولوجي ريفيو، حاصلة على الإجازة في العلوم والإجازة في الترجمة من جامعة دمشق، مهتمة بكل جديد فيما يتعلق بالطب والتكنولوجيا والذكاء … المزيد الاصطناعي.
أصبحت تكنولوجيا الحوسبة الكمومية نقطة اهتمام محورية بين الباحثين المتحمسين، حيث تعد هذه التكنولوجيا الجذابة بأن تكون نسخة متقدمة من الحوسبة التي نستخدمها اليوم.
لماذا نريد إرسال الأوامر لهواتفنا المحمولة عبر رفة عين فقط؟
ازداد الوقت الذي يقضيه البشر مستخدمين هواتفهم المحمولة بشكل كبير، سواء أرادوا تصفح مواقع التواصل الاجتماعي أو متابعة آخر الأخبار، أو أن لهم أعمالاً يقضونها باستخدام هواتفهم. دعا ذلك مطوري الهواتف الذكية إلى تصنيع شاشات أكبر ومزودة بتقنيات تريح العين، كما تطورت المعالجات لتصبح أقوى في معالجة الأوامر التي تتلقاها من المستخدمين بسرعة، لكن ماذا عن الأصابع التي تلمس الشاشة أو تضغط الأزرار لفترات طويلة؟
يتسبب الاستخدام المطوّل للهواتف الذكية للبعض بألم في الأصابع، كما قد يضطرون لاستخدام أصابعهم من كلتا يديهم. كان أحد الحلول لهذه المشكلة تقديم أوامر صوتية لتخفيف الضغط على الأصابع، لكنه ليس حلاً مناسباً، فمن غير المريح أن يسمع من حولك الأوامر التي ترسلها لهاتفك. لذلك طور الباحثون في جامعة كارنيجي ميلون أداة "آي ميو" (EyeMU).
طور الباحثون في جامعة كارنيجي ميلون أداة تسمى "آي ميو" (EyeMU)، تتيح للمستخدمين تنفيذ العمليات على الهاتف الذكي من خلال الجمع بين التحكم في النظرة وإيماءات اليد البسيطة، فقد تساءل "كاران أهوجا"، طالب دكتوراه في مجال التفاعل بين الإنسان والحاسوب، عن وجود آلية طبيعية أكثر يمكن استخدامها للتفاعل مع الهاتف، وعن إمكانية توجيه الأوامر للهاتف عبر حركات العين، خاصةً وأن هذه الآلية ليست حديثة تماماً، فقد تم تطبيقها سابقاً على الحواسيب.
في المقابل، يواجه تطبيق هذه التكنولوجيا على الهواتف المحمولة مشكلة، إذ يقول كريس هاريسون، الأستاذ المساعد في معهد التفاعل بين الإنسان والحاسوب ومدير مجموعة واجهات المستقبل، إنه عند النظر إلى الهاتف لا يتم تركيز النظرة على مكان محدد، ما يؤدي إلى فتح عدد كبير جداً من التطبيقات دفعة واحدة، وبالتالي عدم تحقيق الغاية المرجوة من هذه التكنولوجيا.
حقق الباحثون الآن تقدماً ملحوظاً في هذه التكنولوجيا، فقد أوضحوا كيف يمكن إقران تقدير النظرة باستخدام الكاميرا التي تواجه المستخدم في الهاتف بإيماءات الحركة لتمكين تقنية التفاعل السريع على الهواتف المحمولة.
تضمن حل المشكلة استخدام البرامج التي تتعقب العيون بدقة. اهتم "آندي كونغ"، أحد كبار المتخصصين في علوم الحاسوب في جامعة كارنيجي ميلون، بهذه التقنية، فقد وجد كونغ أن الإصدارات التجارية من هذه التقنية باهظة الثمن، لذلك طوّر برنامجاً يستخدم الكاميرا المدمجة في الحاسب المحمول لتتبع عيون المستخدم، والتي بدورها تحرك المؤشر حول الشاشة. كانت هذه الخطوة المبكرة نحو "أي ميو".
قال كونغ: "الهواتف الحالية لا تستجيب إلا عندما نطلب منها شيئاً ما، سواء عن طريق الكلام أو اللمس أو النقر على الأزرار. مع استخدام الهاتف على نطاق واسع الآن، تخيل مدى الفائدة إذا تمكنا من التنبؤ بما يريده المستخدم من خلال تحليل النظرة أو القياسات الحيوية الأخرى".
بعد تطوير البرنامج على الحاسوب، عمل كونغ على تبسيطه ليعمل بالسرعة الكافية على الهاتف المحمول، وتحقيق الأوامر المطلوبة قبل أن يحرك المستخدم عينيه، وقدم نتائج البحث رفقة زميلَيه أهوجا وهاريسون، في المؤتمر الدولي للتفاعل متعدد الوسائط العام الماضي 2021.
كيف طُوِّرت أداة "آي ميو"؟
طور الباحثون النموذج الأولي لـ "آي ميو" باستخدام أداة "فيس ميش" (Face Mesh) من جوجل لدراسة أنماط نظرة المستخدمين إلى مناطق مختلفة من الشاشة وتقديم بيانات الخرائط. بعد ذلك، طور الفريق متنبئاً للنظرة يستخدم الكاميرا الأمامية للهاتف الذكي لتحديد ما ينظر إليه المشاهد وتسجيله كهدف.
جعل الفريق الأداة أكثر إنتاجية من خلال الجمع بين متنبئ النظرة ومستشعرات الحركة المدمجة في الهاتف الذكي لتمكين الأوامر. على سبيل المثال، يمكن للمستخدم أن ينظر إلى إشعار لفترة كافية لتأمينه كهدف وتحريك الهاتف حركة بسيطة جداً إلى اليسار لإزالته أو إلى اليمين للرد عليه. وبالمثل، قد يقترب المستخدم من الهاتف لتكبير الصورة أو يحرك الهاتف بعيداً لإيقاف التحكم في النظرة.
قال هاريسون: "لقد اقتربت شركات التكنولوجيا الكبيرة مثل جوجل وآبل من تكنولوجيا التنبؤ بالتحديق، لكن مجرد التحديق فقط بشيء ما لا يوصلك إلى هدفك". وأضاف أن: "الابتكار الحقيقي في هذا المشروع هو إضافة طريقة ثانية، مثل تحريك الهاتف يساراً أو يميناً، جنباً إلى جنب مع توقع النظرة. هذا ما يجعله قوياً".
وصف هاريسون أيضاً فكرة إضافة إيماءات اليد بالفكرة العبقرية التي جعلت "آي ميو" أكثر سهولة. لكن متى ستُطبّق التكنولوجيا في الهواتف الذكية؟ ومتى سنرى الناس يحدقون في هواتفهم ويومئون بأيديهم للتحكم بها؟ هذا ما لم نجد الإجابة عنه بعد.
نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. استمرار استخدامك للموقع يعني موافقتك على ذلك. موافقسياسة الخصوصية
Privacy & Cookies Policy
Privacy Overview
This website uses cookies to improve your experience while you navigate through the website. Out of these cookies, the cookies that are categorized as necessary are stored on your browser as they are essential for the working of basic functionalities of the website. We also use third-party cookies that help us analyze and understand how you use this website. These cookies will be stored in your browser only with your consent. You also have the option to opt-out of these cookies. But opting out of some of these cookies may have an effect on your browsing experience.
Necessary cookies are absolutely essential for the website to function properly. This category only includes cookies that ensures basic functionalities and security features of the website. These cookies do not store any personal information.
Any cookies that may not be particularly necessary for the website to function and is used specifically to collect user personal data via analytics, ads, other embedded contents are termed as non-necessary cookies. It is mandatory to procure user consent prior to running these cookies on your website.