كيف يمكن لعربات التسوق الذكية أن تشكل مستقبل تجارة التجزئة؟

3 دقائق
عربات التسوق الذكية،
مصدر الصورة: شركة كابر.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

كروجو.. عربة صغيرة بإمكانات كبيرة

دخلت شركة البيع بالتجزئة الأميركية العملاقة كروجر سباق عربات التسوق الذكية، الآخذ في التنامي في الولايات المتحدة، بعدما أعلنت مؤخراً عن انطلاق البرنامج التجريبي لعربتها الجديدة- التي أطلقت عليها اسم كروجو (KroGO)– في متجرها بمدينة ماديرا بولاية أوهايو، وبالقرب من مقر الشركة الرئيسي بمدينة سينسيناتي.

والعربة الجديدة -التي تم تطويرها بواسطة شركة ذكاء اصطناعي ناشئة في مدينة نيويورك تدعى كابر (Caper)– مزودة بشاشة مُدمجة تعمل باللمس، وماسح ضوئي يبدو أشبه بنسخة مصغرة من الماسحات الضوئية الموجودة في حارات الخروج من متاجر كروجر.

وأعلنت الشركة، في مقطع فيديو نشرته للترويج لتقنيتها الجديدة، أن كروجو يمكنها مسح بطاقات المكافآت الخاصة بالعملاء ضوئياً، ومسح الرموز الشريطية الملصقة على مشترياتهم، كما تحتوي على ميزان مُدمج يمكنه قياس وزن المشتريات التي تُباع حسب الوزن مباشرة.

كذلك تتيح العربة للعميل إمكانية إزالة المنتجات وإعادتها من خلال الشاشة، كما يمكنها تقديم توصيات للتسوق وإطلاعه على أخر العروض الترويجية، وتوضح له سعر إجمالي العناصر التي أضافها إلى سلته حتى الآن، لمساعدته على البقاء ضمن حدود ميزانيته المتاحة.

وأخيراً، وبمجرد أن ينتهي العملاء من التسوق، يمكنهم مسح بطاقات الدفع الإلكتروني ضوئياً من خلال العربة، ومغادرة المتجر دون الوقوف في طوابير الدفع النقدي. إلا أن كروجو لا تقبل -حتى الآن- التعامل باستخدام النقود العادية، ولا تبيع التبغ أو المواد الصيدلانية التي تكون متاحة أحياناً في المتاجر.

وتعتمد العربات على تقنيات رؤية حاسوبية وأجهزة استشعار مخصصة لمسح العناصر ضوئياً أثناء وضعها أو إخراجها من العربة، كما تدعم إحدى خوارزميات التعلم العميق قدرتها على التعرف على هذه العناصر بمرور الوقت، مما قد يؤدي في النهاية إلى تجنب الحاجة إلى إجراء عملية المسح الضوئي من الأساس. ولتشجيع المتسوقين على تجربة عربتها الجديدة، تقدم الشركة خصماً يبلغ 5% على العناصر التي تحمل علامة كروجر التجارية التي تم شراؤها باستخدام كروجو.

وعلى الرغم من أن الشركة لم تعلن حتى الآن عن خططها الخاصة بنشر هذه التقنية على نطاق أوسع، إلا أن نجاح البرنامج التجريبي قد يعني نشرها في حوالي 2,757 متجر بقالة تابع للشركة، التي تمتلك ثاني أكبر سلسة متاجر تجزئة في الولايات المتحدة بعد شركة وولمارت.

عربات أمازون في المقدمة

كانت شركة أمازون إحدى أولى الشركات التي طبقت تقنيات الذكاء الاصطناعي في متاجر التجزئة، عندما افتتحت في شهر يناير 2018 أولى متاجر أمازون جو (Amazon Go)، التي استخدمت فيها أعداداً هائلة من الكاميرات ورموز الاستجابة السريعة (QR codes) المدعومة بتقنيات مثل الرؤية الحاسوبية والتعلم العميق، للسماح للمتسوقين -حرفياً- بإخراج مشترياتهم من المتاجر دون دفع الحساب وحتى بدون وضعها في عربات تسوق، ثم خصم ثمنها تلقائياً من حساب أمازون الخاص بالمتسوق.

ثم كررت الشركة تجربتها بطريقة جديدة، العام الماضي، عندما أعلنت عن “عربة داش” (Dash Cart) الذكية، التي حصلت على تقييمات إيجابية واسعة من العملاء الذين وجدوا فيها ضالتهم في عصر كورونا، بعدما أصبح تقليل الاحتكاك والتلامس البشري أمراً ضرورياً.

غير أن أمازون زودت عربات داش -الموجودة حتى الآن حصرياً في متاجر أمازون فريش (Amazon Fresh)– بأجهزة استشعار أكثر تعقيداً من عربات كروجو، إذ تسمح للمتسوقين بوضع المشتريات في عرباتهم دون تمريرها على الماسح الضوئي. وبدلاً من ذلك، تقرأ المستشعرات الرموز الشريطية للمشتريات تلقائياً عند وضعها في العربة. كما يمكنها أيضاً الوصول إلى قوائم التسوق التي أعدها العملاء مسبقاً باستخدام مساعد أمازون الصوتي أليكسا، ثم الخروج من حارة مخصصة لعربات داش، وانتظار الفاتورة عبر البريد الإلكتروني.

عربات داش من أمازون
دخلت عربات داش الخدمة فعلياً في متاجر أمازون فريش. مصدر الصورة: أمازون

..أما عربة وولمارت فتقيس رضا العميل

من جانبها، حاولت شركة البيع بالتجزئة العملاقة وولمارت الدخول مبكراً في سباق العربات الذكية ولكن بطريقة مختلفة، حيث تقدمت بطلب، في شهر أغسطس عام 2018، لتسجيل براءة اختراع لعربة تسوق يمكنها قياس معدل ضربات قلب المتسوق ودرجة حرارته وسرعته ومقدار القوة التي يطبق بها قبضته على مقبض العربة أثناء تجوله داخل المتجر.

ويُظهر طلب براءة اختراع وولمارت -التي تمتلك 11510 متجراً في 27 دولة- أن العربة ستقيس أولاً القياسات الحيوية (البيومترية) الأساسية للعميل، ثم ستقارن البيانات المأخوذة في نقاط مختلفة أثناء زيارته للمتجر مع هذه القياسات الأولية. وبعد ذلك، سيتم نقل البيانات إلى خادم مركزي يمكنه أن يكتشف إذا كان المتسوق “غير راض” عن الأسعار أو الخدمة المقدمة من المتجر، ليرسل الخادم المركزي تنبيهاً إلى أحد الموظفين للتوجه إلى العميل ومساعدته.

كما يمكن لعربة وولمارت المقترحة أيضاً قياس “التأكسج النبضي”، وهي تقنية تستخدم لمعرفة نسبة تأكسد الدم بطريقة غير مباشرة، لاكتشاف ما إذا كان العميل يوشك على الإغماء.

قد يكون العصر الذي كنا نتبادل فيه ابتسامة عابرة مع موظفي المتجر أو نعقد صداقة سريعة مع عامل الحسابات (الكاشير) قد مضى، وربما تدخل قريباً إلى متجر حقيقي لا يعمل فيه بشر بل وربما ولا حتى روبوتات -كما كنا نتخيل المستقبل- وإنما فقط بعض عربات التسوق الذكية والكثير من بياناتك التي تجمعها المتاجر.