نحو بيئة عمل هجينة مناسبة للشركات والموظفين

3 دقائق
بيئة عمل هجينة
حقوق الصورة: شترستوك. تعديل إم آي تي تكنولوجي ريفيو العربية.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

أدى انتشار جائحة “كوفيد-19” في أوائل عام 2020 إلى تحوّل شبه فوري نحو نموذج العمل عن بُعد في جميع أنحاء العالم. وأثبت هذا التحوّل أنه أكثر استمراراً مما توقعه العديد من قادة الشركات. وبحسب استطلاع تم إجراؤه في الآونة الأخيرة، يعمل ما يقارب 40٪ من الموظفين من منازلهم اليوم بشكل كلّي أو جزئي. وفي هذه الأثناء، بدأت الشركات في تطوير بيئات توظيف هجينة (أو متنوعة الأماكن) على أمل التوسع في الاستفادة منها. وفي الواقع، توقعت مؤسسة البيانات الدولية IDC أن يصل حجم الإنفاق على تكنولوجيا “مستقبل العمل” في عام 2021 إلى 656 مليار دولار، بنسبة زيادة تتجاوز 17٪ عن حجم الإنفاق في العام السابق.

وفي عصر التحوّل الذي نشهده الآن، هناك شيء واحد مؤكد، وهو أن المهارات الرقمية القوية لم تعد تقتصر على المبتكرين الاستثنائيين، فقد أصبحت ضرورة لدى أي شركة تسعى للمنافسة في أسواق اليوم، وتطمح إلى المرونة في مواجهة الاضطرابات الناشئة، وإلى استقطاب أفضل الموظفين والاحتفاظ بهم.

كيف تستجيب الشركات لتوقعات الموظفين المتغيرة؟

خلال العام ونصف العام الماضيين، تغيرت نظرة الموظفين تجاه بيئة العمل إلى حدّ كبير. ومع أن العديد من الأشخاص ما زالوا يفضلون مزايا العمل في مكتب فعلي، مثل القدرة على التركيز بشكل أفضل، وإمكانية التعاون مع الزملاء، إلا أنهم ليسوا مستعدين للتخلي تماماً عن المرونة التي يُوفرها لهم العمل عن بُعد. وفي الواقع، فقد أصبحوا يتوقعون من أصحاب العمل مساعدتهم في تطبيق نماذج بيئة العمل متنوعة الأماكن، حيث تشير أبحاث HP إلى أن نسبة 77% من العاملين يعتقدون بأن من واجب جهة العمل توفير كل الدعم اللازم لإنجاز المهام.

ويرغب أغلب الباحثين عن وظائف جديدة بالعمل لدى مؤسسات توفر له بيئة العمل الهجينة. وقد تكون هذه التفضيلات أكثر وضوحاً لدى الأجيال الشابة، حيث أشارت دراسة HP إلى أن نسبة 76% من الشباب في المرحلة العمرية بين 18-24 سنة يفضلون العمل من المنزل، مقارنة بنسبة 57% من جيل العاملين في المرحلة العمرية بين 40-54 سنة، وبنسبة 64% من العاملين فوق سن الخامسة والخمسين. وبالفعل، تتخذ العديد من الشركات خطوات لتعزيز قدراتها على اجتذاب الكفاءات والاحتفاظ بها، حيث يفكر ثلثا صانعي القرار في مجال الأعمال حول العالم في إعادة تصميم مواقع العمل الفعلية لتناسب متطلبات بيئة العمل الهجينة متنوعة الأماكن بصورة أفضل. وتتميز خدمة منصة “كافو” لتوصيل الوقود بسياسة تسمح لموظفيها بالعمل من دول متعددة لفترات زمنية مختلفة خلال مساهمتهم في إنجاز الأعمال.

اقرأ أيضاً: تأهيل المعلمين للمستقبل الرقمي

تطوير أساليب جديدة للتعاون

خلال السعي المكثف للشركات نحو توفير بيئة العمل متنوعة الأماكن، ينبغي عليها معالجة التحديات التي يواجهها العمل عن بُعد، مثل تأمين الاتصال والتعاون والابتكار، حيث إن وجود الموظفين في المكاتب الفعلية يتيح لهم تبادل الأفكار وحلّ المشكلات معاً بصورة مباشرة. ويُمثل العمل عن بُعد عقبة أمام ما يقارب ثلثي المتخصصين العاملين في المكاتب، والذين يعتبرون التعاون مع الزملاء عن بُعد لإنجاز المهام يشكل عائقاً أمام إنجاز العمل.

ومع إعادة تفكير الشركات في الهياكل التنظيمية وفرق العمل للاستفادة من الإمكانات الإبداعية للتكنولوجيا الجديدة، قد تواجه الشركات هذه التحديات بصورة مباشرة. ويمكن للتطبيقات السحابية وغيرها من التقنيات أن تمنح بيئة العمل الهجينة متنوعة الأماكن درجة جديدة من المرونة وإمكانيات التعاون. ومن الأمثلة على موجة التطورات الحالية، حلول HP Presence وهي مجموعة تم طرحها مؤخراً من أدوات المؤتمرات والمشاركة المتوافقة مع منصتي Teams وZoom من Microsoft. وستحظى الشركات التي تكتشف قدرات الاستخدام الفعال لهذه التكنولوجيا بدور أساسي في المنافسة عند تحوّل بيئة العمل.

اقرأ أيضاً: ما الذي سيبقى معنا من مكونات الحياة عن بعد التي فرضها علينا كوفيد-19؟

تمكين استراتيجيات العمل المستقبلية

يمكن لقطاع التكنولوجيا أن يساعد في جعل الانتقال إلى بيئة العمل الهجينة متنوعة الأماكن عملية أكثر سلاسة. وينبغي أن تكون التكنولوجيا التفاعلية التي تركز على الإنسان محور اهتمام المبتكرين. ويمكن للموجة الجديدة من تقنيات بيئة العمل أن تسهل على الموظفين إنجاز مهامهم، مع توسعة الفرصة المتاحة أمام الشركات في الوقت نفسه.

ولتحقيق هذه الغاية، تواصل HP طرح الخدمات الجديدة بالتركيز على مفهوم السحابة-أولاً، والذي يساعد المؤسسات على توفير المال من خلال تبسيط إجراءات الإدارة وزيادة الإنتاجية، وتوفير المرونة اللازمة للنمو والتعديل في ظل تغير احتياجات العمل. وتهدف اختراعاتنا إلى تمكين الموظفين في نماذج العمل اللامركزية، وتقليل مسؤوليات صيانة الأجهزة، والسماح لموظفي تكنولوجيا المعلومات بالتركيز على مهام الدعم الرئيسية.

وخلال الشهور والسنوات القادمة، سيظهر بالتأكيد مزيد من الحلول التكنولوجية لتشكيل بيئات عمل أكثر قوة ومرونة. وأمام الشركات في جميع أنحاء العالم فرصة كبيرة لاستخدام هذه الأدوات الجديدة لتلبية المتطلبات المتغيرة لموظفيها، ولإنشاء الحلول المبتكرة. وخلال العام ونصف العام الماضيين، تعلمنا أن ننتظر ما هو غير متوقع، ومن خلال الجهود التي تبذلها الشركات اليوم لتعديل بيئات عملها، ستبرز قدراتها على تمكين نفسها وموظفيها من الازدهار في بيئة العمل المستقبلية.