تعاون فرنسي بريطاني لتطوير أدوية جديدة باستخدام الذكاء الاصطناعي

2 دقائق
إكسينتيا
حقوق الصورة: ميتامورووركس/ شترستوك. تعديل إم آي تي تكنولوجي ريفيو العربية.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

أعلنت شركة الأدوية الفرنسية «سانوفي» (Sanofi) أنها ستتعاون مع شركة الذكاء الاصطناعي البريطانية «إكسينتيا» (Exscientia)، لتطوير 15 دواءً جديداً لعلاج الأورام والأمراض المناعية، بتكلفة  قد تصل حتى 5.2 مليار دولار.

تعاون لتطوير علاج للسرطان بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي

تُسخر شركة إكسينتيا تقنيات الذكاء الاصطناعي لاكتشاف وتصميم وتطوير أفضل الأدوية الممكنة بأسرع الطرق وأكثرها فعالية. وتوجه الشركة جهودها نحو إيجاد العلاج المناسب الذي يثبت فعاليته في تحسين صحة المرضى في التجارب السريرية، خاصة أدوية علاج الأورام والاضطرابات المناعية.

وبحسب إعلان التعاون الجديد مع سانوفي، ستركز إكسينتيا أبحاثها على ما يصل إلى 15 جزيئاً صغيراً جديداً مرشحاً لعلاج الأورام والاضطرابات المناعية، لإيجاد الجزيء الذي سيكون بالإمكان تطبيقه في العلاج السريري، وذلك بعد حصولها على دفعة نقدية مقدمة قدرها 100 مليون دولار، كجزء من الصفقة المقدرة بـ 5.2 مليار دولار.

وبعد إيجاد الجزيء المناسب لتطبيقه في العلاج، عبر الذكاء الاصطناعي، ستتولى سانوفي مسؤولية التطوير السريري والتصنيع والتسويق.

اقرأ أيضاً: كيف ساهم التنقيب عن البيانات في تشخيص الإصابة بالسرطان؟

فوائد التعاون تطال الجميع

تهدف الجهود التعاونية إلى تسريع اكتشاف الأدوية بالاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتحسين النجاح السريري عندما تطبق سانوفي النتائج التي توصلت إليها إكسينتيا.

تتبع إكسينتيا نهج “المريض أولاً” في أبحاث اكتشاف الأدوية، حيث يدمج العلماء بيانات المرض وأنسجة المرضى الورمية في منصة الذكاء الاصطناعي الخاصة بهم، لاتخاذ القرارات الخاصة بالأدوية الجديدة المرشحة التي من المحتمل أن تكون مفيدة في العلاج السريري، وذلك في المراحل الأولى من تصنيع الدواء.

السرعة

من الفوائد المهمة التي يجنيها الباحثون من استخدام الذكاء الاصطناعي هي توفير الوقت الذي يقضونه عادةً في تصنيع الدواء واختباره، إذ يتعين عليهم تصنيع 5 آلاف مركب في وسطيّاً للعثور على المركب الذي يمكن نقله إلى مرحلة الاختبارات السريرية، أما الذكاء الاصطناعي فيقلّص هذا العدد إلى 500 مركباً فقط، وبالتالي يختصر الوقت الذي يعتبر عنصراً مهماً في هذه الأبحاث، كونه ينقذ أرواح الكثيرين ممن ينتظرون العلاج.

الدقة

بالإضافة إلى السرعة، يكون اختيار الدواء الأنسب دقيقاً بنسبة كبيرة، كون منصة الذكاء الاصطناعي تستخدم بيانات من الأنسجة الورمية للمرضى البشر، بينما تُستخدم فئران التجارب عادةً في اختبارات الأدوية، ما يُضعف نسبة الدقة قليلاً.

طريقة لاكتشاف الأدوية الجزيئية

يقول «فرانك نستله»، المسؤول العلمي الأول في سانوفي، إن الهدف من هذا التعاون هو «تغيير طريقة اكتشافنا للأدوية الجديدة الجزيئية الصغيرة وتطويرها لعلاج السرطان والأمراض المناعية. لن يؤدي تطبيق أساليب التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي المتطورة إلى تقصير الجداول الزمنية لاكتشاف الأدوية فحسب، بل سيساعد أيضاً في تصميم أدوية عالية الجودة وأفضل استهدافاً للمرضى».

اقرأ أيضاً: الذكاء الاصطناعي قد يساعد الأطباء في علاج سرطان القولون

إكسينتيا الرائدة في تطوير الأدوية بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي

هذه ليست المرة الاولى التي تتعاون فيها سانوفي مع إكسينتيا، فقد بدأتا بالتعاون لأول مرة في عام 2016، أدى هذا التعاون لترخيص سانوفي لدواء فعال ضد الاضطرابات المناعية والالتهابية، اكتشفته إكسينتيا باستخدام برنامج الذكاء الاصطناعي الخاص بها لتصميم ما يقرب من 100 مليار مركب جزيئي جديد قد يعمل على أكثر من 1000 هدف مرتبط بأمراض التمثيل الغذائي والتليف.

اقرأ أيضاً: الآن نستطيع تخصيص علاجات السرطان لكل شخصٍ على حدة

توالت نجاحات إكسينتيا بعد ذلك، ليصبح الدواء الذي طورته لعلاج اضطراب الوسواس القهري أول دواء تم تطويره بواسطة الذكاء الاصطناعي يصل إلى التجارب السريرية البشرية في عام 2020، وكانت قد طورته خلال 12 شهراً فقط. طورت بعده أيضاً دواءان آخران، أحدهما للذهان والآخر لمرض ألزهايمر. 

عززت إكسينتيا قدرتها على اختبار الأدوية المرشحة من خلال استحواذها على شركة «ألسايت» (Allcyte)، وهي شركة لديها تقنية ذكاء اصطناعي تتيح اختبار عدد كبير من أدوية السرطان على عينات أنسجة الورم المأخوذة من مرضى حقيقيين، ما يسمح لها باختيار الأدوية الواعدة بعلاج السرطان للمريض الذي أُخذت منه العينة، وهو ما أدى الآن إلى هذا التعاون الجديد لإيجاد أدوية لعلاج السرطان بمساعدة تقنيات الذكاء الاصطناعي.