تعرف على السورية نور شاكر رائدة استخدام الذكاء الاصطناعي لإيجاد أدوية للأمراض المزمنة

3 دقائق
نور شاكر
حقوق اصورة: إم آي تي تكنولوجي ريفيو العربية.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

نشأتها ودراستها الأكاديمية

ولدت نور شاكر لأسرة سورية، وأُصيبت والدتها بسرطان الرئة، الأمر الذي شكل لديها حافزاً لإيجاد علاج لهذا المرض، فقررت خوض رحلتها البحثية انطلاقاً من برمجة الحاسوب والذكاء الاصطناعي، لتصل إلى مبتغاها في إيجاد علاج للأورام الخبيثة. وتمكنت خلال دراستها الجامعية أن تدمج بين هذه العلوم معاً، وتزيد من مدركاتها بمجال البرمجيات والذكاء الاصطناعي مع تطوير خلفية طبية جيدة، فحصلت في البداية على درجة البكالوريوس في علوم الكمبيوتر من “جامعة دمشق” في سوريا بعد أن تخصصت في دراسات الذكاء الاصطناعي، ثم انتقلت إلى بلجيكا والتحقت بـ “جامعة لوفان الكاثوليكية” وحصلت منها على درجة الماجستير في الذكاء الاصطناعي عام 2009.

انتقلت إلى الدنمارك لتحصل على الدكتوراه في التعلم الآلي وألعاب الكمبيوتر والحوسبة الوجدانية عام 2012 من “جامعة تكنولوجيا المعلومات في كوبنهاغن”، وحصلت بعدها على درجة باحث ما بعد الدكتوراه عام 2015 من الجامعة ذاتها، وعلى درجة باحث ما بعد الدكتوراه عام 2016 من “جامعة ألبورغ”، واستقرت في كوبنهاغن لعدة سنوات، حيث عملت أستاذة مساعدة في “جامعة ألبورغ” بين  2016و2017، وركز عملها البحثي على استخدام التعلم الآلي في الحوسبة العاطفية وألعاب الفيديو، وامتد اهتمامها هذا إلى تنظيم مسابقات حول إنتاج أنظمة الذكاء الاصطناعي التي يمكنها التعامل مع ألعاب الفيديو، ثم عملت أخصائية للتعلم الآلي في منصة “UNSILO” في الدنمارك خلال 2017.

مسيرتها المهنية

في عام 2017، شاركت شاكر في تأسيس شركة “جي تي إن” (GTN Ltd) في المملكة المتحدة، وهي شركة ناشئة تهدف إلى الجمع بين الحوسبة الكمومية والذكاء الاصطناعي لتطوير العقاقير، وشغلت فيها منصب الرئيس التنفيذي إلى أن استقالت من منصبها في أغسطس/آب 2019.

قدمت الشركة عند تأسيسها مجموعة بيانات تعكس مدى تعقيد الوصول إلى الأدوية الجديدة في جميع أنحاء العالم، فقد يستغرق الأمر أعواماً عديدة من وقت اكتشاف مرض جديد حتى إيجاد دواء لمكافحته، ويتطلب تصميم دواء ناجح تحليل ملايين الجزيئات إضافة للكلفة المادية العالية، هذا إضافة إلى فشل 90% من التجارب السريرية خلال المرحلة الأولى، لهذا السبب ركزت الشركة على الاستفادة من تقنيات فيزياء الكم والتعلم الآلي لتسريع إنتاج أدوية جديدة، وحل الأسباب الرئيسية لعدم الكفاءة في تصميم الأدوية.

عام 2020، أسست شاكر شركة “غلاموروس إيه آي” (Glamorous AI) في لندن، لتستكمل من خلالها الرحلة التي بدأتها في وقت سابق بهدف تطوير حلول مبتكرة في اكتشاف الأدوية باستخدام الذكاء الاصطناعي، وتشغل فيها حالياً (2022) منصب الرئيس التنفيذي للشركة.

اقرأ أيضاً: الذكاء الاصطناعي سيساعد في التخلص من التداخلات الكيميائية في الأدوية الجديدة

تكريمات وجوائز

توضح شاكر حسب حديثها مع الجزيرة. نت أن الحافز الذي دفعها وأسست عليه اهتمامها يفوق كل الأوسمة والجوائز العلمية التي حصلت عليها، فإنقاذ حياة الأحبة هو الأغلى والأثمن على الإطلاق. لكن إنجازاتها العلمية كانت محط أنظار المهتمين، فحصلت على عدد من الجوائز بسبب إنجازاتها، أبرزها جائزة النجم الصاعد ووسام النجمة الذهبية من رئيسة الوزراء البريطانية السابقة تيريزا ماي، وذلك عن تقنيتها المتعلقة باكتشاف الأدوية للأمراض المزمنة بواسطة الخوارزميات، كما تم اختيارها إلى جانب 15 امرأة عربية أخرى ضمن قائمة هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” لأكثر 100 امرأة مؤثرة وملهمة حول العالم خلال عام 2019، وأُدرجت كذلك في قائمة “معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا” كواحدة من أفضل المخترعين دون سن الـ 35.

عملها البحثي

يركز عمل شاكر البحثي على استخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي بالاعتماد على أجهزة الحاسب الآلي، لإجراء عمليات حسابية تسمح بإجراء العديد من التجارب على الخلايا، بشكل يحاكي سلوك المركبات الكيميائية المختلفة، وذلك بغرض اكتشاف العلاج الأكثر فعالية بين العلاجات المعتمدة للسرطان، وتعتمد تلك الخوارزميات على تجربة كل العلاجات الكيميائية والإشعاعية والمناعية المتاحة، لمعرفة أثر تلك العلاجات على الورم السرطاني والأكثر فاعلية منها، الأمر الذي يساهم في تسريع تصميم عقاقير جديدة فعالة في أمراض مستعصية، وتقليص المدة التي يحتاجها البحث في التجارب بفضل تلك التكنولوجيا، والحد كذلك من انتشار الأمراض المزمنة، ما يوفر على المريض رحلة علاج طويلة لتحديد أكثر العلاجات فاعلية له.

اقرأ أيضاً: تكنولوجيا النانو.. كيف تتغير حياة البشر بمقياس متناهي الصغر؟

سعي متواصل

على الرغم من العوائق التي واجهت شاكر في حياتها، منها معاناتها من العنصرية في إحدى الجامعات التي عملت بها، إلا أن ذلك لم يثنها عن استكمال تجاربها العلمية التي بدأت بها، بغرض إيجاد علاج للأمراض بقوة التعلم البشري والآلي، واستطاعت نشر العديد من الأوراق البحثية في مجال الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته على اكتشاف الأدوية، وشاركت في تأليف كتاب بعنوان “إنشاء المحتوى الإجرائي في الألعاب”، فالبحث العلمي على حد تعبيرها سلسلة من الإخفاقات والنجاحات المتتالية، وعلى الفرد ابتكار طرق لتخطي العقبات تماما مثل التجارب، والتجربة أساس الوصول إلى نتيجة.