أسوأ إخفاقات التكنولوجيا في عام 2021

5 دقائق
إخفاقات التكنولوجيا في 2021
حقوق الصورة: ميل هاش/ إم آي تي.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

نعتمد الآن على التكنولوجيا في حل مشاكلنا أكثر مما كنا نعتمد عليها في أي وقت سابق. تؤدي مهمتها بنجاح في بعض الأحيان، إذ أدت لقاحات كوفيد-19 إلى خفض عدد الوفيات، كما أن هناك الأدوية واختبارات الفيروسات أيضاً. 

لكن هذه المقالة ليست مخصصة للتكنولوجيات التي كانت فعالة في عام 2021، إنها قائمة إم آي تي تكنولوجي ريفيو السنوية للحالات التي أخفق الابتكار فيها. من شركة ميتافيرس إلى أدوية الزهايمر، فإن التكنولوجيات المذكورة في هذه المقالة هي تكنولوجيات لم تنجح (أو التي كانت فعالة بشكل أكثر من اللازم)، والابتكارات التي نتمنى ألا يقوم بها أحد أبداً، والاختراعات التي نتجت عن الجانب المظلم من العقل البشري. واصل القراءة للتعرف على المزيد.

دواء شركة “بيوجن” (Biogen) للزهايمر

يكون أفضل نوع من العلاجات غير مكلف وآمناً وفعالاً. من الأمثلة على ذلك تثبيت العظم بجبيرة أو حشو الأسنان المنخورة أو إعطاء لقاح شلل الأطفال الذي تبلغ قيمته دولارين. ويتصف أسوأ دواء في عام 2021 بعكس ذلك تماماً. إنه دواء “أدوهلم” (Aduhelm) المخصص لعلاج مرض الزهايمر، والذي تم طرحه للبيع في شهر يونيو / حزيران 2021 في الولايات المتحدة بتكلفة سنوية تبلغ نحو 56,400 دولاراً، دون وجود الكثير من الأدلة على فائدته للمرضى، ولكنه يترافق مع خطر كبير بحدوث تورم خطير في الدماغ.

ويعدّ الدواء، الذي تبيعه شركة بيوجن، جسماً مضاداً يرتبط بلويحات الدماغ. فشل دواء أدوهلم في تجربة كبيرة أجريت على البشر، حيث لم تظهر أي فائدة ملموسة بالنسبة للمرضى الذين يعانون من هذا المرض الدماغي. ومع ذلك، قررت الشركة وإدارة الغذاء والدواء الأميركية المضي قدماً في شهر يونيو / حزيران، على الرغم من اعتراضات الاستشاريين الخبراء في الإدارة، إذ استقال العديد منهم. ووصف أحدهم، آرون كيسيلهايم، الأمر بأنه “قد يكون أسوأ قرار للموافقة على دواء في تاريخ الولايات المتحدة الحديث”.

نعم، نحن بحاجة إلى علاجات جديدة لمرض الزهايمر. لكن هذه الموافقة أشارت إلى وجود اتجاه مقلق نحو الموافقة على الأدوية بالاعتماد على أدلة ضعيفة بما يُعرف باسم “العلامات البديلة”. نظراً لأن دواء أدوهلم يتسبب في انخفاض ملموس في لويحات الدماغ، والتي تعتبر علامة على الخرف، فقد خلُصت إدارة الغذاء والدواء الأميركية إلى وجود “احتمال معقول” في أنه سيكون مفيداً للمرضى. تتمثل إحدى مشكلات هذا التنبؤ في أن أحداً لا يعرف ما إذا كانت هذه اللويحات تسبب المرض أم أنها مجرد عرض من أعراضه.

يعدّ دواء أدوهلم أول دواء جديد لمرض الزهايمر منذ 20 عاماً، ويمثل بالفعل فشلاً ذريعاً. إذ لا يأخذه سوى عدد قليل من المرضى، ومبيعات شركة بيوجن منه ضئيلة، وتوفي شخص واحد على الأقل بسبب تورم الدماغ. منذ حصول الشركة على الموافقة، خفضت سعر الدواء إلى النصف واستقال رئيس الأبحاث فيها بشكل مفاجئ.

اقرأ أيضاً: آي بي إم تبني مختبراً جديداً لصناعة الأدوية بالكامل عن بُعد عبر السحابة

خوارزمية شركة “زيلو” (Zillow) لشراء المنازل

هناك مبدأ معروف في مجال الأعمال وهو: “لا تستهلك ما تقوم ببيعه”. قامت شركة زيلو العقارية بذلك بالضبط، وكانت النتائج كارثية.

يلقى موقع عقارات الشركة رواجاً، وكذلك قِيمُ المنازل التي يتم إنشاؤها بواسطة الكمبيوتر والمعروفة باسم “زيستيميتس” (Zestimates). كان خطأ الشركة هو استخدام تقديراتها لشراء المنازل بنفسها دون رؤيتها، من أجل شرائها وبيعها بسرعة وتحصيل رسوم المعاملات. وسرعان ما أدركت شركة زيلو أن الخوارزمية الخاصة بها لم تتنبأ بشكل صحيح بالتغيرات في أسعار المنازل. ولم تكن تلك هي المشكلة الوحيدة.

إذ كانت شركة زيلو تتنافس مع منافسين رقميين آخرين، يُعرفون باسم “المشترين عبر الإنترنت” (iBuyers). ولذلك قامت بما يقوم به أي باحث عن منزل عازم على عقد صفقة، حيث دفعت مبالغ طائلة. بحلول هذا العام، كانت شركة زيلو تعرض مئات المنازل بأسعار أقل من السعر التي اشترتها بها. في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني، أغلقت الشركة وحدة الشراء عبر الإنترنت التابعة لها، وألغت 2000 وظيفة، وخفضت قيمتها بمقدار 500 مليون دولار فيما وصفته صحيفة وول ستريت جورنال بأنه “أحد أكثر التراجعات الحديثة للشركات الأميركية حدةً”.

ستلتزم شركة زيلو بعملها الأساسي المتمثل في بيع الإعلانات لوسطاء العقارات. ولا تزال خدمة تقييمات الشركة موجودة في موقعها.

اقرأ أيضاً: الذكاء الاصطناعي يُرسل الناس إلى السجن عن طريق الخطأ

برامج الفدية

برامج الفدية هي برامج ضارة تستولي على ملفات كمبيوترات الشركة عن طريق تشفيرها. ثم يطلب المجرمون المال لاستعادة الوصول إلى تلك الملفات. إنه مجال آخذ بالنمو. حققت برامج الفدية رقماً قياسياً جديداً في عام 2021 من خلال أكثر من 500 مليون هجمة، وفقاً لشركة الأمن السيبراني “سونيك وول” (SonicWall).

حظيت المشكلة باهتمام أوسع في 7 مايو/ أيار 2021، عندما استولت مجموعة “دارك سايد” (DarkSide) المتخصصة ببرامج الفدية على ملفات شركة “كولونيال بايب لاين” (Colonial Pipeline)، التي تشغّل 5,500 ميلاً من أنابيب البنزين والوقود الممتدة بين هيوستن ونيويورك. سرعان ما دفعت الشركة أكثر من 4 ملايين دولار بعملة البتكوين، لكن هذا الاضطراب تسبب في فوضى مؤقتة في محطات الوقود على الساحل الشرقي للولايات المتحدة.

من خلال مهاجمة البنى التحتية الحيوية، لفتت العصابة الانتباه بشكل أكثر مما توقعته. إذ قام مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) بتتبع ما يقرب من نصف فدية البتكوين واستعادتها، وأعلنت مجموعة دارك سايد لاحقاً على موقعها على الإنترنت أنها ستتوقف عن العمل.

ولكن ما دام الناس مستمرون في دفع الفدية، فسيعود المجرمون.

اقرا أيضاً: ما هي أسباب الأزمة المعقدة التي تسببها برمجيات الفدية؟

السياحة في الفضاء

إذا كنت قد زرت متحف اللوفر في باريس من قبل، فلا بدّ من أنك رأيت حشوداً من السياح الأثرياء يلتقطون صوراً للوحة الموناليزا بهواتفهم، حتى وإن كانوا بالكاد يستطيعون رؤيتها، فاللوحة الشهيرة هي الآن مجرد شيء ضمن قائمة الأشياء التي يودون القيام بها. لا بدّ من الوصول إليها والتقاط صورة معها ثم الانتقال إلى “التجربة” التالية.

والآن يتم فوق كوكب الأرض القيام بما هو مدرج في قائمة رغبات عدد من أصحاب المليارات ورفاقهم. يسمى الأمر “بالسياحة في الفضاء”، لكننا نتساءل عن الهدف منه. تعرّف ويكيبيديا ذلك بأنه “سفر الإنسان إلى الفضاء لأغراض ترفيهية”.

ليس الأمر جديداً تماماً، فقد دفع أول عميل عام 1984 مقابل صعوده على متن مكوك فضاء. لكن هذا الاتجاه توسع هذا العام، حيث استقل كل من مؤسس شركة “فيرجن غالاكتيك” (Virgin Galactic)، ريتشارد برانسون، ثم جيف بيزوس، مؤسس شركة “أمازون” (Amazon)، مركبات للسفر حتى حدود الفضاء.

يتعلق الأمر كله بالتجربة الحصرية. ولكن كما هو حال الكثير من المواقع السياحية المفضلة، فقد يصبح الفضاء مزدحماً عما قريب.

تخطط شركة “بلو أوريجين” (Blue Origin)، وهي شركة الفضاء التي أسسها بيزوس، لإنشاء “شعاب مدارية”، وهي نوع من الحدائق المكتبية التي تدور حول الكوكب ويستأجر الناس مساحات فيها لتصوير الأفلام. يقول برانسون في موقع فيرجن على الإنترنت إن سبب إنشاء مركبته الفضائية، التي تبلغ تكلفة ركوبها 200 ألف دولار فما فوق، هو إثارة حماس “ملايين الأطفال في جميع أنحاء العالم” بشأن “إمكانية ذهابهم إلى الفضاء يوماً ما”. ما عليك سوى تجهيز عصا التقاط الصور.

اقرأ أيضاً: هل يمكن اعتبار سواح الفضاء المليارديرات رواد فضاء؟

فلاتر الجمال

خلال عام 2021، غيرت فيسبوك اسمها إلى “ميتا” (Meta)، في إشارة إلى رهان مارك زوكربيرغ على العالم الافتراضي الناشئ للعمل واللعب. تتمثل جاذبية الواقع الرقمي في أنه يمكنك أن تكون أي شخص وأن تقوم بأي شيء.

لكن التجربة الأولية مع أحد أشكال الواقع المعزز على نطاق واسع تُظهر أن الاختلاف ليس أفضل دائماً. نحن نتحدث عن فلاتر الجمال، أي التطبيقات التي تتيح للأشخاص، الفتيات الصغيرات غالباً، تنعيم بشرتهم وتصغير أنوفهم وتكبير أعينهم في الصور الرقمية. لا تعدّ هذه التطبيقات مجرد وسيلة للتلاعب، كتلك التي تضع آذان أرنب، بل إنها بالنسبة لبعض الشابات تفرض صوراً خاطئة لا يستطعن ​​الحصول عليها. إن الرسالة التي يتلقاها الأطفال ليست “كن على طبيعتك”.

اقرأ أيضاً: فلاتر الجمال تغير من طريقة نظر الفتيات الشابات إلى أنفسهن

تتوفر تطبيقات الجمال على سناب شات وتيك توك وإنستقرام، ويستخدمها الملايين. حظرت شركة ميتا بالفعل بعض التطبيقات التي تشجع على فقدان الوزن الشديد أو الجراحة التجميلية، معترفةً ببعض المشاكل. لكن خلال العام الماضي، كشفت فرانسيس هوغن بعض الخفايا وقالت إن الشركة التي يملكها زوكربيرغ لديها بيانات إضافية تُظهر أن الاستخدام الإدماني لإنستقرام، أي نشر الصور باستمرار والسعي للحصول على الإعجابات وإجراء المقارنات، “يضر بالأطفال” ويخلق “بيئة سامة للمراهقين”.

يشعر الناس بالسوء عند استخدامها، لكن لا يمكنهم التوقف. تعدّ فلاتر الجمال التي تجعل الناس يبدون بمظهر جيد وهم يشعرون بالتعاسة بمثابة بداية مثيرة للقلق لشركة ميتافيرس.