باحثون يطورون خوارزمية تتنبأ بالفشل الكلوي الحاد قبل حدوثه بـ 48 ساعة

2 دقائق
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

يُعرف الفشل الكلوي الحاد بأنه توقف مفاجئ لوظائف الكلى، هذا الجهاز الحيوي المسؤول عن تنظيف الدم، ومن أسبابه الشائعة أن يكون الشخص مريضاً بداء السكري أو ارتفاع ضغط الدم، أو الشيخوخة. ويُعد واحداً من أكثر الأسباب المؤدية إلى الوفاة في العالم، و من أكثرها شيوعاً؛ ففي عام 2014 وحده، أُصيب به أكثر من 4 ملايين شخص في أميركا، وذلك وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها. كما أنه يؤدي إلى وفاة مئات الآلاف من البشر سنوياً.

قام باحثون في مركز ديب مايند للصحة DeepMind Health -التابع لشركة ديب مايند التي استحوذت عليها جوجل- بابتكار نظام ذكاء اصطناعي يمكنه التنبؤ بالفشل الكلوي قبل حدوثه. وقد استخدموا عيّنة مكونة مما يزيد عن 700 ألف سجل من السجلات الصحية الإلكترونية مجهولة الهوية، حصلوا عليها من وزارة شؤون المحاربين القدامى الأميركية، بهدف استخدام بياناتها في تدريب الخوارزمية.

وقد اشتملت هذه البيانات بالفعل على أكثر من 600 ألف مؤشر صحي مختلف يمكن لنموذج الذكاء الاصطناعي أن يستخدمه، وتباينت هذه المؤشرات بين نتائج فحص للدم، والوصفات الطبية، والعلامات الحيوية المستخدمة في تقييم وظائف الجسم، والعمليات السابقة بما تشتمل عليه من معلومات خاصة بنقل المريض بين أجنحة المستشفى أو ما إذا تم قبوله في العناية المركزة أم لا.

وبعد أن استبعد الباحثون من هذه البيانات كل ما هو غير ذي صلة بعملهم، قامت الخوارزمية بفحصها واستطاعت التنبؤ بما إذا كان الشخص معرَّضاً لخطر الإصابة بالفشل الكلوي الحاد أم لا، وذلك قبل 48 ساعة من إصابته. وبحسب ورقة بحثية نُشرت مؤخراً في مجلة نيتشر، فقد استطاع النظام أن يتنبأ بالفشل الكلوي قبل حدوثه بشكل سليم في 55.8% من الحالات، ووصلت هذه النسبة إلى 90.2% عند الحالات الخطرة التي كانت تتطلب التدخل وعمل غسيل كلوي.

ورغم هذا فإن العمل لا يزال في مراحله المبكرة، كما أن هناك مخاوف من هذه النتائج التي حصل عليها الباحثون؛ بسبب أن البيانات المستخدمة كانت نسبة الذكور فيها تصل إلى 94%، مما يعني أننا لا نعرف بعد هل سينجح النظام على نحو مماثل عند اختباره على مجموعة من النساء أم لا.

وقد عبَّر الدكتور دومينيك كينج، المسؤول  الصحي في ديب مايند والمؤلف المشارك في ورقة البحث، في تقرير لسي إن إن عن أمله في أن يبدأ الأطباء والممرضون في المستقبل القريب يتلقَّون تحذيرات قبل يوم أو يومين من تدهور حال المرضى. كما يرى أن من الممكن تحسين هذه الخوارزمية أكثر فأكثر، حتى يمكن استخدامها في التنبؤ بأمراض أخرى، مثل: الإنتان (تعفّن الدم)، وفشل الكبد، ومضاعفات مرض السكري.