هل من الجيد فعلاً البدء بإعطاء جرعات معززة من لقاحات كورونا؟

3 دقائق
جرعات معززة من لقاحات كورونا
مصدر الصورة: ماريو تاما / صور جيتي
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

هل حان الوقت للبدء بالتفكير في جرعات اللقاح المعززة؟ يبدو أن شركة فايزر تعتقد ذلك؛ ففي اجتماع خاص عقد في 12 يوليو مع كبار العلماء والهيئات التنظيمية في الولايات المتحدة، قال ممثلو الشركة بأن أميركا ينبغي أن تتحرك للسماح بإعطاء جرعة ثالثة. وأعلنت مؤخراً شركة فايزر وشركة بيو إن تك الألمانية الشريكة لها أنهما لاحظتا تلاشي ​​المناعة لدى الأشخاص الذين تلقوا اللقاح وأنهما يخططان في شهر أغسطس للحصول على ترخيص الاستخدام الطارئ لجرعة معززة. وأشارت الشركتان إلى أن الجرعة الثالثة “قد تكون مفيدة للحفاظ على أعلى مستويات الحماية”.

من غير المتوقع إعطاء هذه الجرعة قريباً. فبعد الإعلان الأخير لشركة فايزر، أصدرت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها وإدارة الغذاء والدواء بياناً مشتركاً نادراً يؤكد أن الأميركيين الذين تلقوا اللقاح بالكامل لا يحتاجون إلى جرعة معززة في الوقت الحالي. وبعد وقت قصير من الاجتماع، أيدت وزارة الصحة والخدمات الإنسانية هذا الرأي. وقال أنتوني فوسي، كبير المستشارين الطبيين للرئيس بايدن بخصوص الجائحة، لصحيفة نيويورك تايمز: “كان اجتماعاً مثيراً للاهتمام. وتم فيه مشاركة البيانات. ولم يكن هناك ما يشبه القرار”.

تشير البيانات المأخوذة من الدراسات المختبرية وحالات العدوى لدى الإنسان إلى أن “اللقاح فعال” دون جرعات معززة، كما يقول جون ويري، اختصاصي المناعة في جامعة بنسلفانيا، مضيفاً: “تتم ملاحظة إصابات شديدة وحالات دخول للمستشفيات ووفيات بشكل شبه كامل عند الفئات التي لم تأخذ اللقاح، حتى بالنسبة للسلالة دلتا”. وعندما تحدث الإصابة لدى الأشخاص الذين تلقوا اللقاح، فإن الأعراض تميل لأن تكون خفيفة. ويقول: “لا يعدّ ذلك فشلاً للقاح، بل هو نجاح له”.

في بيانها الأخير، قالت شركتا فايزر وبيو إن تك إن البيانات المأخوذة من وزارة الصحة في إحدى دول الشرق الأوسط تُظهر أنه على الرغم من أن اللقاح لا يزال يوفر حماية جيدة ضد الإصابة بالحالات الخطيرة، إلا أن الحماية من الإصابة بحالات مصحوبة بأعراض قد تراجعت في الأشهر الستة التي أعقبت حملات اللقاحات. وقالتا إن هذه النتائج تتفق مع بيانات مأخوذة من دراستهما الخاصة بالمرحلة 3، وأشارتا إلى لزوم جرعة ثالثة في غضون ستة إلى 12 شهراً بعد الجرعة الثانية. وتشير البيانات المأخوذة من دراسة الجرعات المعززة للشركتين إلى أن الجرعة الثالثة تزيد من مستويات الأجسام المضادة المعادلة بمقدار 5 إلى 10 أضعاف. وتعمل الشركتان أيضاً على جرعة معززة تستهدف سلالة دلتا.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، أعلنت أربع دول على الأقل عن برامج لإعطاء جرعات معززة، وقد بدأت إحدى دول الشرق الأوسط مؤخراً بإعطاء جرعة ثالثة للأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، بمن فيهم مرضى السرطان والذين خضعوا لعمليات زرع الأعضاء.

وتدرس ست دول أخرى هذه الفكرة. وقالت كبيرة العلماء في منظمة الصحة العالمية، سوميا سواميناثان، في مؤتمر صحفي عُقد مؤخراً بأن تلك الدول إذا بدأت أيضاً بتقديم جرعات معززة، “فسيتطلب ذلك 800 مليون جرعة إضافية من اللقاح”.

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إن هذه الجرعات ينبغي أن تذهب إلى البلدان التي لديها وصول محدود إلى اللقاحات. وأدان البلدان الغنية ومتوسطة الدخل لتفكيرها في إعطاء جرعات ثالثة عندما لا يزال العاملون في الخطوط الأمامية وكبار السن في البلدان الفقيرة لم يتلقوا جرعتهم الأولى بعد. ولا يزال يتعين على بعض البلدان إطلاق حملات لقاح واسعة النطاق. ويضيف: “في الوقت الحالي، تُظهر لنا البيانات أن اللقاح يوفر مناعة طويلة الأمد ضد الحالات الخطيرة والمميتة من مرض كوفيد-19. يجب أن تكون الأولوية الآن لإعطاء اللقاح إلى أولئك الذين لم يتلقوا أي جرعات ولم يحصلوا على حماية”.

وعبّر كريغ سبنسر، مدير الصحة العالمية في طب الطوارئ في مركز نيويورك بريسبيتيريان الطبي بجامعة كولومبيا، عن ذلك بصراحة أكبر؛ إذ قال في تغريدة له: “بغض النظر عما تخبرك به شركات الأدوية، فأنت لست في حاجة إلى جرعة معززة من لقاح كورونا بشكل أكثر إلحاحاً من العاملين في مجال الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم، ممن لم يتمكنوا من الحصول على لقاح”.

وهذا لا يعني أننا لن نحتاج إلى جرعات معززة في النهاية. تقول سواميناثان من منظمة الصحة العالمية: “ربما سيلزم أخذ جرعات معززة بعد عام أو عامين”. ويشير جون ويري إلى أنه من الجيد الاستعداد لذلك. لكنه لم يلاحظ أي بيانات مقنعة بأن المعززات لها ما يبررها الآن. ويقول: “البيانات الجديدة تقول إن المناعة تبقى قوية”.