خطة لبناء أكبر مشروع لتخزين الطاقة في العالم، لكنها محاطة بالشكوك

2 دقائق
مصدر الصورة: لويس مونكويو على أنسبلاش
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

قررت شركة يابانية لتصنيع التوربينات الغازية أن تتعاون مع أحد مُلّاك مناجم الملح في الولايات المتحدة، في محاولة لتطوير ما يُفترض به أن يكون أحد أضخم مشاريع تخزين الطاقة في العالم، وذلك بالاعتماد على الهيدروجين والهواء المضغوط المخزن عميقاً تحت الأرض.

تفاصيل الخبر

من المقرر أن يتم بناء مشروع تخزين الطاقة النظيفة المتطور، باستطاعة 1 جيجا واط، في مقاطعة ميلارد في يوتاه، وسيعتمد على تركيبة من أربع تكنولوجيات مختلفة: الهيدروجين، الهواء المضغوط، البطاريات التدفقية، ونوع محدد من خلايا الوقود.

وقد قامت شركة ميتسوبيشي هيتاشي باور سيستمز في طوكيو بتطوير تكنولوجيا توربينات غازية تقوم بتوليد الكهرباء من مزيج من الغاز الطبيعي والهيدروجين، كما بدأت في تطوير توربينات تعمل على الهيدروجين كلياً، وذلك وفقاً لإعلان الشركة. أما شركة ماجنوم للتطوير -الشريك الآخر في المشروع- فتقوم بتشغيل مناجم الملح في غرب الولايات المتحدة، وهي التي تخزن سوائل الغاز الطبيعي مثل البروبان والبوتان، ولكنها كانت تدرس وسائل لاستخدام المناجم لتخزين الهيدروجين، أو تخزين الطاقة على شكل هواء مضغوط.

الشكوك

أثار بعض مراقبي مسائل الطاقة تساؤلات حول واقعية المشروع، خصوصاً بالنظر إلى السمات الاقتصادية الحالية لهذه التكنولوجيات، التي لا يُستخدم أي منها على نطاق واسع للتخزين في شبكات الطاقة الكهربائية. كما كان من المثير للشكوك عدم تحديد الإعلان للزبائن أو مصادر التمويل العامة أو الخاصة، مكتفياً فقط بذكر أنه “سيُدعى المزيد من الشركاء الإستراتيجيين والماليين إلى المشاركة” في الأسابيع والأشهر المقبلة.

الوعد بعيد الأمد

لا بد من العثور على وسائل لإضافة سعات تخزين ضخمة ورخيصة الثمن إلى الشبكات الكهربائية إذا أردنا إضافة نسبة كبيرة من المصادر المتجددة والعشوائية (مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح) إلى استطاعة التوليد الكلية. ولكن سعة التخزين الحالية محدودة بسبب ارتفاع أسعار البطاريات ومحدودية عمرها، إضافة إلى القيود الجيولوجية والبيئية على الخيارات الأخرى الأقل تكلفة، مثل الاعتماد على الضخ للاستفادة من الطاقة الكهرمائية.

ويعتقد عددٌ متزايد من الباحثين أن الهيدروجين قد يلعب في نهاية المطاف دوراً هاماً في تخزين الطاقة على مستوى الشبكة، ويأملون في أن يتم استخدام الفائض الرخيص من الكهرباء المتجددة لتشغيل عملية “تحليل كهربائي” لفصل الماء إلى هيدروجين وأكسجين. ولكننا نجد أن أنظمة التحليل الكهربائي باهظة للغاية حالياً، كما أن نقل الهيدروجين عملية صعبة، إضافة إلى وجود صعوبات أخرى.

ويمكن أيضاً استخدام فائض الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لضغط الهواء في المناجم تحت الأرض، ومن ثم إطلاقه لاحقاً لتوليد الكهرباء مرة أخرى. ولكن لم يتم تطوير سوى عدد قليل من هذه العمليات؛ حيث إنها تتطلب رأس مال كبير ولا يمكن بناؤها إلا بوجود كهوف ذات بنية جيولوجية مناسبة.

ومن المرجح أن تصبح الحاجة إلى هذه الأدوات أكثر إلحاحاً -والنواحي الاقتصادية أفضل- مع ارتفاع مستوى التوليد بالطاقات المتجددة وتزايد صرامة القوانين فيما يتعلق بالطاقات المتجددة.

إنجازات سابقة: كانت ماجنوم أيضاً شريكة في مشروع بقيمة 8 مليار دولار اقتُرح في 2014 لإرسال الطاقة المولدة بالرياح في وايومينج إلى كاليفورنيا، وذلك بالاعتماد على التخزين في مناجم الملح في يوتاه. ولكن المشروع “مجمد” حالياً بسبب عدم وجود زبائن، وذلك وفقاً للموقع الإلكتروني للشركة الشريكة ديوك أميريكان ترانسميشن.