عطل يصيب المستشعر الحراري لمسبار إنسايت على المريخ، فهل فشلت البعثة؟

2 دقائق
مركبة إنسايت
حقوق الصورة: ناسا.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

لمدة عامين كاملين، كان مسبار إنسايت التابع لناسا قابعاً على سطح المريخ، يحاول أن يحفر إلى عمق 5 أمتار لإدخال المستشعر الحراري التابع للمسبار. كان الهدف من هذا الجهاز قياس حرارة الكوكب، وتقديم المزيد من المعلومات إلى العلماء حول النشاط الحراري الباطني والتركيب الجيولوجي للمريخ.

ولكن إنسايت لم يقترب حتى من تحقيق هذا الهدف. وفي 14 يناير، أعلنت ناسا أنها ستوقف جميع المحاولات لزرع هذا المستشعر تحت الأرض. يُشار إلى المستشعر تحبباً باسم “الخلد”، وقد تم تصميمه للحفر تحت الأرض باتباع أسلوب الطّرق. ولكن، وبعد مرور أول شهر من البعثة، لم يتمكن أن يحفر إلى عمق يتجاوز 36 سم قبل أن يعجز عن مواصلة اختراق الأرض. كانت ناسا تعمل منذ ذلك الحين على التوصل إلى حل ما، بما في ذلك استخدام ذراع إنسايت الروبوتية لتثبيت الخلد في مكانه بوزن إضافي لمساعدته على تفكيك التربة ومعاودة الحفر.

ولكن هذا الحل لم ينجح؛ فقد تبين أن التربة المريخية معرضة للتكتل بشكل غير متوقع، ما يخفف من الاحتكاك الذي يحتاج إليه الخلد لمواصلة الحفر إلى العمق. توصلت الطواقم الأرضية للبعثة مؤخراً إلى فكرة لمحاولة أخيرة لإنقاذ الوضع؛ وذلك باستخدام ذراع إنسايت لغَرف بعض التربة إلى المسبار في محاولة لزيادة تثبيته وتأمين المزيد من الاحتكاك. ولكن، وبعد تجربة 500 ضربة حفر في 9 يناير، سرعان ما أدرك الفريق أنه لم يحقق أي تقدم.

إنه خبر مخيب للآمال، نظراً لكون ناسا قررت مؤخراً تمديد بعثة إنسايت حتى 2022. وخلال هذه الفترة، لن يلعب المستشعر الحراري دوراً يُذكر. يقول بروس بانيرد، وهو المفتش الأساسي لبعثة إنسايت، إن حرارة الكوكب ما زالت قابلة للقياس على السطح وعلى عمق عدة سنتيمترات تحت السطح باستخدام بعض تجهيزات إنسايت التي ما زالت تعمل. ويقول: “سيسمح لنا هذا بتحديد الناقلية الحرارية للمنطقة قرب السطح، التي قد تتغير مع الفصول بسبب تغير الضغط الجوي”.

إنسايت
شكل توضيحي يوضح العمل المفترض لخلد إنسايت على المريخ. مصدر الصورة: المركز الألماني للفضاء والطيران

وعلى الرغم من عجز الخلد عن تحقيق هدفه، فإنه ليس من الدقة في شيء أن ننظر إلى هذا الأمر كفشل كامل. يقول بانيرد: “لقد اكتشفنا تربة بخصائص جديدة لم نصادفها من قبل على المريخ، مع طبقة سطحية قشرية سميكة ينخفض حجمها إلى درجة كبيرة عند السحق. لم نفهم كل ما صادفناه حتى الآن، ولكن الجيولوجيين سيدرسون هذه البيانات لعدة سنوات لاحقة، وسيستخدمونها لاستخراج كافة الأدلة الممكنة حول تاريخ البيئة المريخية في هذا الموقع”.

سيتابع إنسايت بعض دراساته الأخرى، خصوصاً قياس النشاط الزلزالي على المريخ، فقد تبين أن الكوكب الأحمر يتعرض إلى الهزات طوال الوقت.