كيف بإمكانك أن تعرف بياناتك التي تشاركها فيسبوك مع التطبيقات والمواقع الأخرى؟

3 دقائق
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

إذا كنت تستخدم فيسبوك، فلا شك أنك تلاحظ وجود بعض الترابط بين ما تقوم بمتابعته وما يظهر لك من إعلانات على صفحاته المختلفة، وبين ما تقوم بمتابعته والاهتمام به عبر التطبيقات ومواقع الإنترنت الأخرى بعيداً عن فيسبوك. وهو ما يدفعنا للتساؤل التالي: هل فيسبوك تتجسس على ما نقوم به؟

 سواء كان الجواب بالإيجاب أو بالنفي، فإن ما بتنا نعرفه الآن يدعو إلى الخوف أكثر من ذي قبل.

أداة طال انتظارها

في 28 يناير، أطلقت فيسبوك أداة لحذف سجل المحفوظات تحت مسمى “Off-Facebook Activity” ليتمكن مستخدمو شبكتها الاجتماعية والبالغ عددهم 2 مليار من إدارة وحذف البيانات التي تتشارك بها تطبيقات ومواقع الجهات الخارجية (الطرف الثالث) مع فيسبوك.

هذه الأداة تجسد الوعد الذي تقدم به الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرج في ذروة فضيحة شركة كامبريدج أناليتيكا عام 2018، فهي تمثل فرصة غير مسبوقة لكي تدرك أن فيسبوك وتطبيقاتها الشقيقة مثل إنستجرام ومسنجر يمكنها أن تستهدفك بالإعلانات والمنشورات التي يتم تخصيصها له بشكل مخيف، دون الحاجة إلى التنصت عليك بشكل مباشر، فكل ما تحتاج إليه من معلومات للوصول إليك، يمكنها الحصول عليه عبر الكثير من الوسائل الأخرى التي تستخدمها أنت خارج نطاق فيسبوك.

كيف تقوم فيسبوك بتتبعك؟

عندما تتوجه إلى الصفحة التي تمكنك من تشغيل أداة التتبع “Off-Facebook Activity”، وتقوم بتشغيلها، ستُظهر لك البيانات التي جمعتها فيسبوك عنك على مدار 180 يوماً بمساعدة العديد من المؤسسات والشركات الإعلانية. 

يبدو أن أداة فيسبوك الجديدة لا تقوم فعلياً بوظيفة “حذف سجل المحفوظات” في متصفح الويب الخاص بك، فهي لا تتيح لك إعادة ضبط الإطار العام لعلاقتك بشركة فيسبوك. لكنها بالإضافة إلى توفير الشفافية، فهي تمنحك وسيلة لفك ارتباط حسابك على فيسبوك ببعض قنوات المراقبة التي تديرها الشركة.

وإن كنت تعتقد أن إغلاق الهاتف تماماً يمنع الشركات وقنواتها العاملة من تحميل معلومات عنك، فننصحك بأن تعيد النظر في حقيقة هذا الأمر، فالأمر لا يتطلب في كثير من الأحيان أكثر من دخولك لإحدى المحال التجارية المتعاونة مع فيسبوك (وأنت لا تعلم بشأنها بالطبع)، ليتم تسجيل عمليات الشراء التي قمت بها في تلك الزيارة. لذلك إذا شغلت أداة فيسبوك الجديدة، فحاول ألا تتفاجأ إذا اكتشفت أن عدد التطبيقات والمواقع الإلكترونية التي تشاركت معلومات عن العمليات التي تقوم بها قد يصل إلى المئات.

لا يشكل هذا الأمر بالضرورة انتهاكاً جديداً للخصوصية، حيث تتعاون فيسبوك مع مجموعات من مواقع الويب، والتطبيقات والمتاجر لتتبع العملاء واستهدافهم منذ سنوات مضت. وهي ليست وحدها في هذا، فهناك الكثير من الشركات التي ترسل معلومات تخصنا إلى شركات الإعلانات والبيانات. فكر في الأمر على أنه تذكير لنا بأننا نعيش جميعاً في برنامج تلفزيون واقعي حيث تعمل الكاميرات على الدوام.

ربما من السهل أن ننسى في غمرة الاعتذارات والغرامات التي تكبدها زوكربيرج والمتعلقة بمسألة الخصوصية، ولكن حقيقة الواقع تقول: إن فيسبوك تواصل جمع المزيد والمزيد من البيانات عنا، مع وجود عدد ضئيل من القوانين التي تقيد كيفية استخدامها لها.

ما الذي يمكنك فعله؟

يمكنك القيام ببعض الأشياء للتصدي لمراقبة فيسبوك، والتي لم يكن بعضها متاحاً من قبل. من الصفحة المخصصة للأداة “Off-Facebook Activity”، انقر على الزر “حذف سجل المحفوظات” لتُعلم فيسبوك بأن تحذف تلك البيانات من حسابك.

بعد أن تقوم بذلك، لا يزال يتعين عليك إعلام فيسبوك بأنك تريد منها التوقف عن إضافة هذه البيانات إلى ملفك الشخصي مستقبلاً. وضمن نفس الصفحة “Off-Facebook Activity”، ابحث عن خيار آخر لإدارة النشاط المستقبلي. للعثور عليه، قد يتعين عليك أولاً أن تنقر على “خيارات إضافية”، وبعد ذلك، انقر على الزر الإضافي المسمى “إدارة النشاط المستقبلي”، ثم قم بإلغاء تفعيل الزر بجانب العبارة “النشاط المستقبلي خارج نطاق فيسبوك Future Off-Facebook Activity”.

عند قيامك بضبط الخيارات، فإننا نوصيك بتغيير إعداد آخر يتم ضبطه بشكل تلقائي على فيسبوك. فضمن قائمة الإعدادات، توجه إلى الخيار “تفضيلاتك الإعلانية Your Ad Preferences” (انقر هنا للانتقال مباشرة إلى تلك الصفحة). تحت العنوان “إعدادات الإعلانات Ad Setting”، ابحث عن الخيار “إعلانات بناء على البيانات الواردة من الشركاء”. تأكد من ضبط هذا الخيار على الوضعية “غير مسموح”.

ولكن…

جدير بالذكر أن نقول في نهاية المطاف؛ إن تغيير هذه الإعدادات لا يمنع فيسبوك في الواقع من جمع البيانات المتعلقة بك من الشركات الأخرى. فما ستفعله فيسبوك في هذه الحالة، لا يتعدى “فك ارتباط” قنوات هذه الشركات بملفك الشخصي. هذا يعني أن الشركة تعد غالباً بأنها لن تستخدم بيانات ملفك الشخصي لاستهدافك بالإعلانات على فيسبوك وإنستجرام، ما يشير إلى أنك ستكون أقل عرضة للاستغلال بناءً على بياناتك.

إن كنت لا تريد لفيسبوك أن تجمع كل هذه البيانات عنك، فهذا يتطلب مواجهة مباشرة أكثر جدية، على كل من الحواسيب والهواتف الذكية.

على الحواسيب

استخدم أحد متصفحات الويب التي تكافح أدوات التتبع (إليك بعض المقترحات)، مثل موزيلا فايرفوكس، الذي يتيح لك تنصيب إضافة برمجية تسمى “Facebook Container” والتي تمع برمجيات فيسبوك من الاتصال بمواقع أخرى على الإنترنت. أو اتخذ خطوة أكثر فعالية عن طريق تنصيب إضافة برمجية (Extension) ضمن متصفح الويب لديك (جرب هذه مثلاً). وربما تختار استخدام 

على الهواتف الذكية

يمكن تجربة بعض الخدمات المساعدة مثل “Disconnect’s Privacy Pro” لأجهزة آبل، التي تقوم بمسح نشاطات التطبيقات وتحجب مرور البيانات الخاصة بأدوات التعقب الرقمية، ولكن ننصح بتوخي الحذر بشأن إمكانية تعارض عمل هذه الخدمات مع أسلوب عمل التطبيقات على هاتفك الذكي. بالنسبة لحاملي أجهزة أندرويد يمكن تجربة هذا التطبيق أو هذا التطبيق.

حل نهائي

بالطبع، هناك حل نهائي لهذه المشكلة، وهي أن تقول وداعاً لكل من فيسبوك وإنستجرام بلا رجعة، وتغلق حساباتك عليهما. وبالرغم من ذلك، يبقى هذا خياراً لا يجد معظم الناس أنهم على استعداد لاتخاذه.