ملابس جوجل الذكية قد تمثل أملاً جديداً لمتحدي الإعاقة

3 دقائق
ملابس جوجل الذكية قد تمثل أملاً جديداً لمتحدي الإعاقة
حقق الصورة: جوجل. تعديل إم آي تي تكنولوجي ريفيو العربية.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

قبل عامين تقريباً أعلنت شركة جوجل أنها بصدد تطوير مشروع جاكار (Project Jacquard)، وهو مشروع لإنتاج نوع جديد من الملابس الذكية كانت قد أطلقته منذ عام 2015، بحيث يصبح عملياً بشكل أكبر بالنسبة للعديد من الفئات. ويبدو أن المشروع قد بدأ يؤتي ثماره بالنسبة للكثير من الأشخاص، بمَن فيهم متحدو الإعاقة.

خوارزميات تعلم آلي تدير بطاقة جاكار

كان مشروع جاكار في الأساس من بنات أفكار قسم التكنولوجيا والمشاريع المتقدمة في جوجل (ATAP)، وتتلخص فكرته في إنتاج خيوط معدنية موصلة يمكن نسجها في القماش بحيث تعمل كشاشة لمس وتبدو في الوقت نفسه كالخيوط العادية، ويمكن للمستخدمين ربط هذه الملابس بأجهزتهم الذكية وأداء الوظائف من خلالها، كالرد على المكالمات أو استخدام الخرائط مثلاً.

وفي نهاية عام 2019، طورت جوجل فكرتها، وأضافت شريحة صغيرة للغاية -أسمتها: بطاقة جاكار (Jacquard Tag)- يمكن وضعها في فتحات مخصصة داخل الملابس، وتحتوي على بطارية يمكن استخدامها لأسبوعين دون شحن.

وتقول الشركة إن بطاقة جاكار أشبه بحاسوب صغير يستخدم خوارزميات تعلم آلي متقدمة، ليترجم تفاعلات المستخدمين إلى أوامر يمكن تنفيذها. ويمكن دمج هذه البطاقة بسهولة في تصميم المنتج -سواء كان سترة أو حقيبة ظهر أو حذاء- بحيث تبدو وكأنها جزء منه.

وقد اختارت الشركة اسم جاكار للمشروع تكريماً لاسم جوزيف ماري جاكار الناسج الفرنسي، الذي طور عام 1801 أول منسج ميكانيكي في العالم، الذي عُرف باسم “منسج جاكار”.

مصدر الصورة: شركة جوجل.

حياة أكثر استقلالية لمتحدي الإعاقة

أجرى باحثو جوجل مؤخراً سلسلة من المشاريع البحثية في “تشامبيونز بليس” وهو منزل مشترك للشباب متحدي الإعاقة في منطقة أتلانتا بالولايات المتحدة، لقياس كيف يمكن لتكنولوجيا جاكار أن تساعد الأشخاص ذوي الإعاقة على عيش حياة أكثر استقلالية.

ويقول ليوناردو جيوستي، رئيس قسم التصميم في قسم التكنولوجيا والمشاريع المتقدمة في جوجل، في مقال منشور على موقع الشركة، إن الفريق البحثي اكتشف أن ارتداء المقيمين في المنزل سترة ذكية منحتهم طريقة بسيطة وغير مزعجة للوصول إلى التكنولوجيا أثناء تنقلهم. على سبيل المثال، يعتمد العديد منهم بشكل عام على مكالمات الطوارئ، وعادةً ما يرتدون جهازاً حول الرقبة يتيح لهم طلب المساعدة بسرعة. وقد وفر لهم الثوب -الذي صنعته شركة ليفايس للملابس لصالح جوجل- بديلاً سرياً وأقل إزعاجاً أثناء الاندماج في حياتهم اليومية.

ملابس جوجل الذكية
مصدر الصورة: شركة جوجل

وأوضحت الشركة أن تقنية الملابس المتصلة بالأجهزة الذكية وفرت لهم كذلك إمكانية الوصول إلى الخدمات الرقمية في المواقف التي يصعب فيها استخدام الهواتف أو عندما يكون الوضع غير مريح. على سبيل المثال، بتمرير اليد على السترة أو باستخدام إيماءات بسيطة، يمكن للشخص الحصول على اتجاهه التالي أثناء التنقل، أو تخطي الأغنية التي يستمع إليها أو العودة للأغنية السابقة في قائمة التشغيل، أو الاستماع إلى المواعيد القادمة، أو تلقي الإشعارات أو تغيير القناة على تلفزيون ذكي. وتقول الشركة إن هذه الخدمات المتوافقة مع جاكار تزداد بمرور الوقت.

كما تتوافق جاكار مع مساعد جوجل الشخصي، بحيث يمكن للمستخدم مثلاً الحصول على التحديثات الخاصة بحركة المرور والطقس والأخبار. وتشير الشركة إلى أن تكنولوجيا جاكار يمكن برمجتها حتى للتحكم في المنازل الذكية بإيماءات بسيطة.

الحوسبة المحيطة تتجاوز الأجهزة التقليدية

لوضع هذه التكنولوجيا موضع التنفيذ، اشتركت جوجل مع العديد من مصنعي الملابس والمقتنيات، ومن ضمنها شركة ليفايس التي تنتج لها نوعين من السترات الذكية يمكن من خلالهما الرد على المكالمات وكتم صوت الهاتف والتقاط الصور مباشرة من الكم. وشركة تصنيع الحقائب سامسونايت التي صنعت لها حقيبة الظهر الذكية (Kennect-I) التي يمكنها التقاط صور “السيلفي” والتحكم في الهاتف. وشركة أديداس التي تنتج أحذية رياضية تحتوي على فتحات مخصصة لبطاقة جاكار ويمكنها حساب سرعة الجري وقوة الركلات لدى ممارسي الرياضة.

حذاء ضمن ملابس جوجل الذكية

وتقول جوجل إنه على غرار التطور السريع للحوسبة الذي ساهم في تقليص حجم أجهزة الحاسوب من أجهزة بحجم الغرفة إلى أجهزة يمكن حملها في اليد، فإن تطور السحابة الرقمية والذكاء الاصطناعي ساهم في ظهور ما يمكن أن نطلق عليه اسم الحوسبة المحيطة (ambient computing)، التي تعني أن قدرات الحوسبة تجاوزت الأجهزة المتخصصة وبدأت في تقديم الخبرات الرقمية من خلال الأشياء اليومية الموجودة حولنا دون المساس بشكلها الأصلي أو وظيفتها، وعلى رأسها الملابس.